مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ١٨٤
يذهب مذهب الواقفة (1) وإلى غلاة (2) وخطابية (3) وإلى قمي مشبه مجبر، وإن القميين كلهم أجمعين، من غير استثناء لأحد منهم - إلا أبا جعفر بن بابويه (رحمه الله) - بالأمس كانوا مشبهة مجبرة، وكتبهم وتصانيفهم تشهد بذلك...
إلى آخره (4).
التزمت على نفسي تفتيش حال هؤلاء الأعلام، لتحقيق هذا الكلام، لظهور كونه من الأمور العظام، فشرعت في تفحص أحوالهم من كتب علمائنا المعتمدين، وتتبع مروياتهم في أصول الدين، إذ كان ذلك أدل دليل على الرشد والقبول، وأوضح سبيل إلى ما هو المأمول.
فرأيت - في ما رأيت - صحة عقائد كثير منهم، سيما رواة الأخبار، ودريت - في ما دريت - كمال الوثوق بغفير منهم، بحسب أخبار الأئمة الأخيار، كما سيظهر على من اجتنب الاعتساف، ولزم الإنصاف.

(١) الواقفة: هم الواقفون على الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) أنه الإمام القائم، ولم يأتموا بعده بإمام ولم يتجاوزوه إلى غيره، وقد قال بعضهم ممن ذكر أنه حي: إن الرضا (عليه السلام) ومن قام بعده ليسوا بأئمة، ولكنهم خلفاؤه واحدا بعد واحد إلى أوان خروجه، وأن على الناس القبول منهم والانتهاء إلى أمرهم.
أنظر: فرق الشيعة: ٨١.
(٢) الغلاة: هم الذين قالوا: إن الأئمة (عليهم السلام) آلهة وإنهم أنبياء وإنهم رسل وإنهم ملائكة، وهم الذين تكلموا بالأظلة وفي التناسخ في الأرواح، وهم أهل القول بالدور في هذه الدار وإبطال القيامة والبعث والحساب.
أنظر: فرق الشيعة: ٣٦.
(٣) الخطابية: هم أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأجدع الأسدي، الذي ادعى النبوة ثم الرسالة ثم ادعى أنه من الملائكة وأنه رسول الله إلى أهل الأرض والحجة عليهم.
أنظر: فرق الشيعة: 42.
(4) رسائل الشريف المرتضى 3 / 310.
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»
الفهرست