مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ١٤٧
للإسناد " (1)، وإنما اشترط في التجريد أن يكون من أجل الإسناد، لأنه لو جرد لا للإسناد، لكان في حكم الأصوات التي ينعق بها غير معربة (2)، وعليه يكون حاصل مراده أن المبتدأ: اسم مجرد من العوامل اللفظية مسند إليه، وإلى هذا ذهب ابن يعيش (ت 643 ه‍) أيضا، لولا أنه أثبت في حده كلمة (ابتدأته)، وأبدل قوله (للإسناد) بعبارة (للإخبار عنه) (3).
وعرفه ابن الأنباري (ت 577 ه‍) بأنه: " اسم عريته من العوامل اللفظية لفظا وتقديرا " (4).
ونقطة الضعف فيه عدم تقييده المبتدأ بكونه مسندا إليه، مما يوجب دخول " الأسماء التي لا تركب مع عاملها نحو: واحد، اثنان " (5)، ودخول " حروف الهجاء، فإنها مجردة عن العوامل اللفظية، لكنها غير معربة لفقدان سبب الإعراب، وهو التركيب الإسنادي " (6).
لكنه أشار إلى تقسيم العوامل إلى لفظية وتقديرية، محترزا بالثانية " من تقدير الفعل في نحو قوله تعالى: * (إذا السماء انشقت) * (7) " (8)، فكلمة (السماء) ليست مرفوعة لكونها مبتدأ، وإنما هي فاعل مرفوع بفعل مقدر يفسره الظاهر، وإن كان الأفضل تأجيل بيان أقسام العوامل إلى شرح

(١) أ - المفصل في علم العربية، الزمخشري: ٢٣.
ب - المصباح في علم النحو، المطرزي، تحقيق عبد الحميد السيد طلب: ١٢١.
(٢) المفصل في علم العربية: ٢٤.
(٣) شرح المفصل، ابن يعيش ١ / ٨٣.
(٤) أسرار العربية، ابن الأنباري، تحقيق محمد بهجة البيطار: ٦٦.
(٥) شرح الرضي على الكافية، تحقيق يوسف حسن عمر ١ / ٢٢٥.
(٦) شرح الكافية، ابن الحاجب: ٢٣، نقلا عن حاشية: الفوائد الضيائية 1 / 275.
(7) سورة الانشقاق 84: 1.
(8) أسرار العربية: 66.
(١٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»
الفهرست