مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ١٤٥
الأخيرة بعنوانه.
وأقدم محاولة لتحديد المعنى الاصطلاحي للمبتدأ هي قول سيبويه (ت 180 ه‍): " المبتدأ كل اسم ابتدئ به ليبنى عليه كلام " (1)، أي: ليخبر عنه أو يسند إليه.
ثم عرفه ابن السراج (ت 316 ه‍) بقوله: " المبتدأ ما جردته من عوامل الأسماء من الأفعال والحروف، وكان القصد فيه أن تجعله أولا لثان... يكون ثانيه خبره " (2)، فأضاف قيد التجرد من العوامل التي يريدون بها نواسخ المبتدأ وهي: كان وإن وظن وأخواتها، وما ولا.
وعرفه الفارسي (ت 377 ه‍) بأنه: اسم " معرى من العوامل الظاهرة ومسند إليه شئ " (3)، فقيد العوامل في المبتدأ بالظاهرة، احترازا من العامل المعنوي، أي: الابتداء الرافع للمبتدأ.
ومما قاله الجرجاني في شرح التعريف: " إن العوامل ضربان: لفظي ومعنوي، والثاني منحصر في شيئين: أولهما ارتفاع المضارع لوقوعه موقع الاسم، نحو: (يضرب) في قولنا: مررت برجل يضرب، فإنه مرفوع لوقوعه موقع (ضارب)، وثانيهما: ارتفاع المبتدأ بتعريه من العوامل الظاهرة، إذ ليس الوقوع موقع الاسم بلفظ، وكذلك التعري من العوامل اللفظية " (4).
هذا، ولكن الذي استقر عليه الرأي أخيرا أن الرافع للفعل المضارع

(١) الكتاب، سيبويه ٢ / ١٢٦.
(٢) الأصول في النحو، ابن السراج، تحقيق عبد الحسين الفتلي ١ / ٦٢ - ٦٣.
(٣) الإيضاح العضدي ١ / ٤٣.
(٤) المقتصد في شرح الإيضاح، عبد القاهر الجرجاني، تحقيق كاظم بحر المرجان 1 / 213 - 214.
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست