أوضاع الأمة، وما أصابها من تفكك وهوان، ورأى أن الداء وراء تحكم النزعات في النفوس، وأن الدواء هو الالتزام بمبادئ وأحكام الدين، وأن رسوخ العقيدة في القلوب قوة لأفراد الأمة، ومنعة لكيان المجتمع من تحكم النزعات، وانتشار الرذيلة، كما أنها سلاح فاتك يرهب ولاة الجور.
فكان (عليه السلام) لا تفوته فرصة دون أن يدعو إلى اعتناق الفضائل، ومحاربة الرذيلة، ليصبح المجتمع متماسكا يستطيع أن يوحد كلمته في مقابلة الظالمين الذين استبدوا بالحكم، وابتعدوا عن الإسلام، وإن الثورة الدموية ضدهم لا تعود على المجتمع إلا بالضرر لأنهم أناس عرفوا بالقسوة وسوء الانتقام، ولهم أعوان يشدون أزرهم، وأنصار يدافعون دونهم، فالإمام (عليه السلام) كان يعنى بإصلاح الوضع الداخلي، فكان يرسل وصاياه عامة شاملة، وينطق بالحكمة عن إخلاص وصفاء نفس، وحب للصالح العام ليعالج المشاكل الاجتماعية، وكان يدعو الناس إلى الورع عن محارم الله، والخوف منه تعالى، والامتثال لأوامره، والشعور بالمسؤولية أمام الله تعالى، وجعل يوم الحساب ماثلا أمام أعينهم، مع حثهم على التكسب وطلب الرزق كما كان يحث على العمل ويعمل بنفسه (1)، وينهى عن الكسل