السعادة، ويقيم لهم الحجج الواضحة، والبراهين اللائحة.
والأئمة (عليهم السلام) من أهل بيت لا تجهل منزلتهم، ولا تنكر مكانتهم، وهم أولى بتبليغ الأحكام، وهداية الأنام إلى سواء السبيل، مهما كثرت عوامل المعارضة في طريق الوصول إلى الغاية المتوخاة.
والإمام الكاظم (عليه السلام) واحد من هؤلاء الأفذاذ، والثمرة المباركة من تلك الشجرة النبوية المطهرة، إمام الصبر على التقوى والعبادة (1)، الحائز لقصب السبق في ميدان سيادة الولاية، وولاية السيادة، لا يلحق أثره ولا يبلغ شأوه، فلذلك نرى كثيرا من علماء زمانه يغتنمون فرصة الحضور عنده للنهل من عطائه وتعاليمه، وحرصهم على الظفر ببعض الوصايا الثمينة والدرر القيمة التي يبوح بها لينتفعوا بها، فهم يطلبون الخير لأنفسهم وللأمة.
ولم يكن هناك منهج معين للمسائل التي يسألونه عنها، بل كان تارة يسأل عن مختلف العلوم والمسائل المشكلة فيحلها، ويبتدئ تارة فيهدي قلوبا متنكبة ضلت طريقها، وتارة يجتمعون حواليه فيحدثهم عن آبائه فيما