مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٠ - الصفحة ٧١
6 - ابن تيمية:
وقال ابن تيمية الحراني - في الرد على استدلال العلامة الحلي بالحديث -:
" والجواب من وجوه: أحدها: أن هذا لم يقم دليل على صحته، فلا يجوز الاحتجاج [به]. وكتاب " الفردوس " للديلمي فيه موضوعات كثيرة أجمع أهل العلم على أن مجرد كونه رواه لا يدل على صحة الحديث، وكذلك رواية أبي نعيم لا تدل على الصحة.
الثاني: أن هذا كذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث، فيجب تكذيبه ورده.
الثالث: أن هذا الكلام لا يجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم، فإن قوله: (أنا المنذر، وبك يا علي يهتدي المهتدون) ظاهره أنهم بك يهتدون دوني، وهذا لا يقوله مسلم، فإن ظاهره أن النذارة والهداية مقسومة بينهما، فهذا نذير لا يهتدى به، وهذا هاد، [وهذا] لا يقوله مسلم.
الرابع: أن الله تعالى قد جعل محمدا هاديا فقال: * (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم * صراط الله) * [سورة الشورى: 52 و 53] فكيف يجعل الهادي من لم يوصف بذلك دون من وصف به؟!
الخامس: أن قوله: (بك يهتدي المهتدون) ظاهره أن كل من اهتدى من أمة محمد فبه اهتدى، وهذا كذب بين، فإنه قد آمن بالنبي صلى الله عليه [وآله] وسلم خلق كثير، واهتدوا به، ودخلوا الجنة، ولم يسمعوا من
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست