مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٨ - الصفحة ٢٩٤
ويؤخذ من كلام الأزهري في " التصريح " (1) أنه إذا لم يطل الفصل بين المتعاطفين - كما في قولنا " صلى الله عليه وآله وسلم " - لا يلزم إعادة الخافض، ولذا علل إعادة الخافض في قول ابن هشام في خطبة " أوضح المسالك ": " وعلى آله وأصحابه " بطول الفصل، فتدبر.
وقال العلامة الشيخ عبد الرحمن الأخضري: العطف على ضمير الخفض من غير إعادة حرف الجر ممنوع عند البصريين، وأجازه الكوفيون والشلوبين والأخفش، وهو الصحيح عند المحققين كابن مالك، وحمل على ذلك قوله في " خطبة السلم " (2): " وآله وصحبه ذوي الهدى ".
وقال السيوطي في (جمع الجوامع) (3) ولا يجب عود الجار على ضميره خلافا لجمهور البصرية.
وقال العلامة الشريف الجزائري (رحمه الله) في حاشيته على " الفوائد الضيائية ": الأصح جواز العطف على الضمير المخفوض من دون إعادة الخافض، لوقوعه في القرآن وفي الأشعار وفي بعض نسخ الأدعية المأثورة المكتوبة في زمن أهل البيت (عليهم السلام)، بل عرضت عليهم وتقريرهم حجة كنطقهم. انتهى.
قلت: قد وقع كثير من ذلك في الصحيفة السجادية الميمونة، منه قوله (عليه السلام): " وصلى الله عليه وآله بعد الرضا " وقوله (عليه السلام): " صلواتك عليه وآله " وقوله (عليه السلام): " وصل عليه وآله " وقوله (عليه السلام): " رب صل عليه وآله " وقوله (عليه السلام): " صلواتك اللهم عليه وآله ".

(1) شرح التصريح على التوضيح 1 / 14.
(2) المطبوع مع شرحه الآخر " إيضاح المبهم " للدمنهوري -: 27 - 28.
(3) المطبوع مع شرحه همع الهوامع 2 / 139.
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»
الفهرست