مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٨ - الصفحة ٢٩٢
قال (رحمه الله): وفيه شاهد على جواز العطف على الضمير المخفوض من دون إعادة الخافض، وهو مذهب الكوفيين قاطبة ويونس والأخفش من البصريين - خلافا لسائرهم - وصححه ابن مالك وأبو حيان لثبوته في فصيح الكلام. انتهى كلامه (رحمه الله).
وأخرج البخاري في صحيحه (1) عن عبد الله بن عمر بن الخطاب أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " إنما مثلكم واليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا " الحديث.
قال الإمام ابن مالك في " شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح " (2): تضمن هذا الحديث العطف على ضمير الجر بغير إعادة الجار، وهو ممنوع عند البصريين إلا يونس وقطربا والأخفش، والجواز أصح من المنع، لضعف احتجاج المانعين، وصحة استعماله نظما ونثرا.
ومما اعتلوا به لجواز عطف الظاهر على المضمر المخفوض من دون إعادة الخافض حكاية محمد بن المستنير النحوي، المشتهر بقطرب عن بعضهم قوله: " ما فيها غيره وفرسه " لكن صرح شيخنا (رحمه الله) في " شرح البهجة المرضية " (3) بأن الحكاية كالقراءة - أي كقراءة حمزة في مرجوحيتها كما تقدم عنه - لو لم تكن مردودة.
والحق أنه لا وجه لهذا القول، فإنه دعوى بلا بينة، على أن هذه الحكاية قد اشتهرت عن قطرب وهو من أهل العربية بلا نكير، وله فيها

(١) صحيح البخاري ٣ / 118 - كتاب الإجارة - باب الإجارة إلى صلاة العصر.
(2) شواهد التوضيح والتصحيح: 52.
(3) شرح البهجة المرضية 3 / 163.
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»
الفهرست