مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٧ - الصفحة ١٧٤
لكنه يعلم بوجود الكثيرين من أقربائه - من الرجال والنساء - وعلى رأسهم عمه العباس، فلو كان التعبير بالنفس لمجرد القرابة لدعا العباس وأولاده وغير هم من بني هاشم!
فيناقض نفسه ويرجع إلى الاعتراف بمزية لمن دعاهم، وأن المقام ليس مقام مجرد القرابة...!! انظر إلى كلامه:
ولم يكن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم قد بقي من أعمامه إلا العباس، والعباس لم يكن من السابقين الأولين، ولا كان له به اختصاص كعلي، وأما بنو عمه فلم يكن فيهم مثل علي... فتعين علي رضي الله عنه.
وكونه تعين للمباهلة إذ ليس في الأقارب من يقوم مقامه لا يوجب... بل له بالمباهلة نوع فضيلة....
إذن!! لا بد في المباهلة من أن يكون المباهل به صاحب مقام يمتاز به عن غيره، ويقدمه على من سواه، وقد ثبت ذلك لعلي عليه السلام بحيث ناسب أن يأمر الله رسوله بأن يعبر عنه لأجله بأنه نفسه، وهذا هو المقصود من الاستدلال بالآية المباركة، وبه يثبت المطلوب.
فانظر كيف اضطربت كلمات الرجل وناقض نفسه!!
* غير أنه بعد الاعتراف بالفضيلة تأبى نفسه السكوت عليها، وإذ لا يمكنه دعوى مشاركة زيد وعمر وبكر...!! معه فيها كما زعم ذلك في غير موضع من كتابه فيقول:
وهي مشتركة بينه وبين فاطمة وحسن وحسين....
وهكذا قال - في موضع من كتابه - حول آية التطهير لما لم يجد بدا من الاعتراف باختصاصها بأهل البيت...
لكنه غفل أو تغافل أن هذه المشاركة لا تضر باستدلال الشيعة بل
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»
الفهرست