مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٧ - الصفحة ١٥٨
يوم القيامة (1).
فإن ذلك يدل على دخل لهم في ثبوت نبوته وصدق كلامه، وفي إذلال الخصوم وهلاكهم لو باهلوا...، فكان لهم الأثر الكبير والسهم الجزيل في نصرة الدين ورسول رب العالمين. ولا ريب أن من كان له هذا الشأن في مباهلة الأنبياء كان أفضل ممن ليس له ذلك.
قال القاساني: إن لمباهلة الأنبياء تأثيرا عظيما سببه اتصال نفوسهم بروح القدس وتأييد الله إياهم به، وهو المؤثر بإذن الله في العالم العنصري، فيكون انفعال العالم العنصري منه كانفعال بدننا من روحنا في الهيئات الواردة عليه، كالغضب، والحزن، والفكر في أحوال المعشوق، وغير ذلك من تحرك الأعضاء عند حدوث الإرادات والعزائم، وانفعال النفوس البشرية منه كانفعال حواسنا وسائر قوانا من هيئات أرواحنا، فإذا اتصل نفس قدسي به كان تأثيرها في العالم عند التوجه الاتصالي تأثير ما يتصل به، فتنفعل أجرام العناصر والنفوس الناقصة الإنسانية منه بما أراد.
ألم تر كيف انفعلت نفوس النصارى من نفسه عليه السلام بالخوف، وأحجمت عن المباهلة وطلبت الموادعة بقبول الجزية؟ (2).
أقول: فكان أهل البيت عليهم السلام شركاء مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا التأثير العظيم، وهذه مرتبة لم يبلغ عشر معشارها غير هم من الأقرباء والأصحاب.
وعلى الجملة، فإن المباهلة تدل على أفضلية أمير المؤمنين

(١) الكشاف ١ / ٣٦٩، تفسير الخازن ١ / ٢٤٢، السراج المنير في تفسير القرآن 1 / 222، تفسير المراغي 3 / 175، وغير هم ممن تقدم أم تأخر.
(2) تفسير القاسمي 2 / 857
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»
الفهرست