مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٦ - الصفحة ٣٦٩
أتوب إليك من الذنوب والآثام، فإن قبلت توبتي ورضيت عني، وإلا فأسألك أن تعفو عني، فقد يعفو المولى عن عبده وهو غير راض عنه، وقد جعلت الاستغفار طريقا إلى قبول التوبة (1) وغفران الآصار، فها أنا أقول: أستغفرك وأسألك التوبة. ويكرر ذلك مئة مرة.
ثم يقول:
وقد أمرت يا سيدي بالعفو وعفوت، ودللت عبادك على العفو ومدحت الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، وبذلت الثواب على العفو، وجعلت العفو من صفات الكمال، وعاتبت عبادا لك على ترك العفو عن سوء الأعمال، وأنت أحق ممن إذا أمر عمل، وإذا قال فعل، فها أنا أسألك العفو العفو. ويكرر ذلك مئة مرة.
أقول: (2) فهذا من أقل مراتب المحاسبات والتوسل في محو السيئات، فما الذي يمنع العبد الضعيف منه، وما عذره في الإعراض عنه وهو يعلم أنه إن لم يحاسب نفسه مختارا منصورا حوسب اضطرارا مقهورا، نادما واجما (3) متحيرا ذليلا مكسورا.

(١) في (ر): قبول الطاعة.
(٢) لم ترد في (ش).
(٣) في (ش) و (ط): فاحما، والواجم: الممسك عن الأمر وهو كاره. انظر:
المصباح المنير: 649 مادة (وجم).
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»
الفهرست