مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٥ - الصفحة ٩٨
فجعلني في خيرها قبيلة، ثم جعل القبائل بيوتا، فجعلني في خيرها بيتا، فذلك قوله: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) الآية) (1).
وذكر الحافظ محب الدين الطبري بعض هذه الأحاديث تحت عنوان (ذكر اصطفائهم) و (ذكر أنهم خير الخلق) (2).
وقال القاضي عياض: (الباب الثاني في تكميل الله تعالى له المحاسن خلقا وخلقا، وقرانه جميع الفضائل الدينية والدنيوية فيه نسقا) فذكر فيه فوائد جمة في كلام طويل (3).
إذن، هناك ارتباط بين (آية المودة) و (آية التطهير) وأحاديث (الاصطفاء) و (أنهم خير خلق الله).
ثم إن في أخبار السقيفة والاحتجاجات التي دارت هناك بين من حضرها من المهاجرين والأنصار ما يدل على ذلك دلالة واضحة، فقد أخرج البخاري أن أبا بكر خاطب القوم بقوله: (لن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبا ودارا) (4) ولا يستريب عاقل في أن عليا عليه السلام هو الأشرف - من المهاجرين والأنصار كلهم - نسبا ودارا، فيجب أن يكون هو الإمام.
بل روى الطبري وغيره أنه قال كلمة أصرح وأقرب في الدلالة، فقال

(١) دلائل النبوة.
(٢) ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: 10.
(3) الشفا بتعريف حقوق المصطفى: 46.
(4) صحيح البخاري / كتاب الحدود - الباب 31، وانظر: الطبري 3 / 203، سيرة ابن هشام 2 / 657، وغيرهما.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست