مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٥ - الصفحة ٩٧
وقد رأيت أن أذكر شيئا من الآي الذي يحسن أن تتحدث عنده) (1).
أقول:
لا ريب في أن للنسب والقرب النسبي تأثيرا، وأن للعناية الإلهية ب‍ (القربى) - أي: بعلي والزهراء بضعة النبي وولديهما - حكمة، وفي السنة النبوية على ذلك شواهد وأدلة نشير إلى بعضها بإيجاز:
أخرج مسلم والترمذي وابن سعد وغيرهم عن واثلة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم يقول: (إن الله عز وجل اصطفى كنانة من ولد إسماعيل عليه الصلاة والسلام، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) (1).
قال النووي بشرحه: (استدل به أصحابنا على أن غير قريش من العرب ليس بكفء لهم، ولا غير بني هاشم كفء لهم إلا بني المطلب، فإنهم هم وبنو هاشم شئ واحد، كما صرح به في الحديث الصحيح) (2).
وعقد الحافظ أبو نعيم: (الفصل الثاني: في ذكر فضيلته صلى الله عليه [وآله] وسلم بطيب مولده وحسبه ونسبه وغير ذلك) فذكر فيه أحاديث كثيرة بالأسانيد، منها ما تقدم، ومنها الرواية التالية:
(إن الله تعالى قسم الخلق قسمين، فجعلني في خيرهما قسما، ثم جعل القسمين أثلاثا، فجعلني في خيرها ثلثا، ثم جعل الأثلاث قبائل،

(١) بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية: ٣٨٧ - ٣٩١.
(٢) جامع الأصول ٩ / ٣٩٦ عن مسلم والترمذي، الطبقات الكبرى ١ / 20، الشفا بتعريف حقوق المصطفى: 62.
(3) المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج 15 / 36.
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»
الفهرست