مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٥ - الصفحة ٦٦
قلت:
ليس المراد من ذلك المشركين، بل المراد هم المسلمون ظاهرا المنافقون باطنا، يدل على ذلك قوله بعده: وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون فالخطاب ليس للمشركين، ولم تستعمل (التوبة) في القرآن إلا في العصاة من المسلمين.
فإن قلت:
فقد كان في المسلمين في مكة منافقون؟!
قلت:
نعم، فراجع (سورة المنافقون) و (سورة المدثر) وما قاله المفسرون (1).
وعلى هذا، فقد كان الواجب على المسلمين عامة (مودة) أقرباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم... فهل - يا ترى - أمروا حينذاك بمودة أعمامه وبني عمومته؟!

(1) يراجع بهذا الصدد: تفاسير الفريقين، خاصة في سورة المدثر، المكية عند الجميع، ويلاحظ اضطراب كلمات أبناء العامة وتناقضها، في محاولات يائسة لصرف الآيات الدالة على ذلك عن ظواهرها، فرارا من الإجابة عن السؤال ب‍ (من هم إذا؟)!!
أما الشيعة.. فقد عرفوا المنافقين منذ اليوم الأول.. وللتفصيل مكان آخر، ولو وجدنا متسعا لوضعنا في هذه المسألة القرآنية التاريخية المهمة جدا رسالة مفردة، وبالله التوفيق.
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست