مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٥ - الصفحة ٦٩
إنه صلى الله عليه وآله وسلم لا يسأل الناس أجرا، وإنما يريد منهم أن يتخذوا سبيلا إلى الله، وهو ما لا يتحقق إلا بمودة أهل البيت، وهو لهم... ولذا ورد عنهم عليهم السلام: (نحن السبيل) (1)... نعم هم السبل وخاصة (إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا، وتظاهرت الفتن، وتقطعت السبل...) (2).
فإذن.. هم.. السبيل... وهذا معنى هذه الآية في محكم التنزيل، ولا يخفى لوازم هذا الدليل، فافهم واغتنم، وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن... وحسبنا الله ونعم الوكيل.
3 - لماذا لم يقل: إلا المودة للقربى؟
وطرح هذه الشبهة من مثل الدهلوي غير بعيد، لكنه من مثل ابن تيمية الذي يدعي العربية عجيب!! وليته راجع كلام أهل الفن:
قال الزمخشري: (يجوز أن يكون استثناء متصلا، أي: لا أسألكم أجرا إلا هذا وهو أن تودوا أهل قرابتي، ولم يكن هذا أجرا في الحقيقة، لأن قرابته قرابتهم، فكانت صلتهم لازمة لهم في المروءة.
ويجوز أن يكون منقطعا، أي: لا أسألكم أجرا قط ولكنني أسألكم أن تودوا قرابتي الذين هم قرابتكم ولا تؤذوهم.
فإن قلت: هلا قيل: إلا مودة القربى، أو: إلا المودة للقربى؟ وما معنى قوله: إلا المودة في القربى؟

(١) فرائد السمطين، وعنه في ينابيع المودة: ٢٢.
(٢) مجمع الزوائد ٩ / 165.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست