مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٥ - الصفحة ٧٠
قلت: جعلوا مكانا للمودة ومقرا لها، كقولك: لي في آل فلان مودة، ولي فيهم هوى وحب شديد. تريد: أحبهم وهم مكان حبي ومحله، وليست (في) بصلة للمودة كاللام إذا قلت: إلا المودة للقربى، إنما هي متعلقه بمحذوف تعلق الظرف به في قولك: المال في الكيس.
وتقديره: إلا المودة ثابتة في القربى ومتمكنة فيها. والقربى مصدر كالزلفى والبشرى بمعنى قرابة، والمراد: في أهل القربى. وروي أنها لما نزلت قيل: يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال: علي وفاطمة وابناهما.
ويدل عليه ما روي عن علي رضي الله عنه: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم حسد الناس لي، فقال: أما ترضى أن تكون رابع أربعة: أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن والحسين، وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا، وذريتنا خلف أزواجنا!) (1).
وقرره الفخر الرازي حيث قال: (أورد صاحب الكشاف على نفسه سؤالا فقال: هلا قيل: إلا مودة القربى، أو: إلا المودة للقربى، وما معنى قوله:
إلا المودة في القربى؟
وأجاب بأن قال: جعلوا مكانا للمودة ومقرا لها كقولك: لي في آل فلان مودة، ولي فيهم هوى وحب شديد. تريد أحبهم وهم مكان حبي ومحله) (2).
وكذا أبو حيان واستحسنه (1).

(١) الكشاف في تفسير القرآن 4 / 219 - 220.
(2) التفسير الكبير 27 / 167 (3) البحر المحيط 7 / 516.
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست