مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٥ - الصفحة ٢٠١
* الأول:
دعواه اختصاص بعض النساء بالإيحاء:
وقد قلد في ذلك جماعة من المتقدمين كالأشعري، حيث نقل عنه أن في النساء عدة نبيات! وحصرهن ابن حزم في ست: حواء وسارة وهاجر وأم موسى وآسية ومريم! ونقله القرطبي في (التمهيد) عن أكثر الفقهاء - ولم يذكر سارة ولا هاجر - وقال: الصحيح أن مريم نبية! وتعقبه القاضي عياض بأن الجمهور على خلافه.
وذكر النووي في (الأذكار) (1) عن إمام الحرمين أنه نقل الإجماع على أن مريم ليست نبية، ونسبه في (شرح المهذب) لجماعة.
وجاء عن الحسن البصري: ليس في النساء نبية ولا في الجن.
وقال السبكي الكبير: اختلف في هذه المسألة، ولم يصح عندي في ذلك شئ (2).
وقال الحافظ السيوطي: الأصح أنها - يعني مريم - غير نبية (3).
وقال العلامة ابن قاسم في (الآيات البينات): زعم نبوتها - يعني مريم - كزعم نبوة غيرها من النساء، كهاجر وسارة، غير صحيح لاشتراط الذكورة في النبوة على الصحيح، خلافا للأشعري. انتهى (4).
وفي تفسير الآلوسي (5): أن مريم لا نبوة لها على المشهور.

(١) الأذكار: ١٣٠.
(٢) فتح الباري ٦ / 542 - 543، و ج 6 / 546، و ج 7 / 173.
(3) فيض القدير 1 / 105.
(4) روح المعاني 28 / 165.
(5) روح المعاني 2 / 140.
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست