مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٥ - الصفحة ١٧٢
أخرى مع السنة غير التي رأيناها قبله، فلقد دخلت السنة في عهده بحق في مرحلة أخرى من تاريخها.
وسوف نتناول هذه المرحلة في ثلاثة مباحث بإيجاز تغني فيه الشواهد الحية عن السرد الطويل:
المبحث الأول: تدوين السنة:
إنه قبل كل شئ كان كاتبا للحديث بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإذا كان قد اشتهر عنه أمر الصحيفة (صحيفة علي) التي كتبها من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان يحملها معه في قائم سيفه، وذكرها البخاري ومسلم وأصحاب السنن بطرق شتى، فلم تكن هي كل ما كتبه علي من حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل كان له صحف أخرى غير هذه، وكان له كتاب كبير ليس فيه إلا أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عرف ب‍ (كتاب علي) وهو غير تلك الصحيفة التي اختلفوا في حجمها.
* قالت أم سلمة: (دعا النبي بأديم، وعلي بن أبي طالب عنده، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يملي وعلي يكتب، حتى ملأ بطن الأديم وظهره وأكارعه) (1).
الصحيفة:
مشهورة جدا أنباء الصحيفة، لا يكاد يخلو منها واحد من كتب الحديث والسنن، البخاري وغيره (2)، نقلوا منها نصوصا متفرقة، بعضها

(١) الرامهرمزي / المحدث الفاصل: ٦٠١ ح ٨٦٨.
(٢) صحيح البخاري / كتاب العلم - باب كتابة العلم، وكتاب الديات - باب الدية على العاقلة، سنن ابن ماجة ٢ ح 2658، سنن أبي داود: ح 2035.
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»
الفهرست