مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٥ - الصفحة ١٦١
الله لا يحب المعتدين) (١).
وجاء عنه من وجه آخر أنه قال: (كنا ونحن شباب، فقلنا:
يا رسول الله، ألا نستخصي؟...) الحديث، ولم يقل: كنا نغزو! (٢).
وقال جابر بن عبد الله الأنصاري: (استمتعنا على عهد رسول الله وأبي بكر وعمر) (٣).
وقال: (كنا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق، الأيام، على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر، حتى نهى عنه عمر في شأن عمرو ابن حريث) (٤).
وذكر البيهقي: أن ربيعة بن أمية استمتع بامرأة فحملت منه، فخرج عمر يجر رداءه فزعا، فقال: هذه المتعة! ولو كنت تقدمت فيها لرجمت! (٥).
فهذه الأخبار الصحيحة كلها هي الموافقة لقول عمر: (متعتان كانتا على عهد رسول الله، أنا أنهى عنهما وأعاقب عليها) وشاهدة على أن ما ورد في تحريمها مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يصح عنه.
وأما متعة الحج: فهي الأخرى نزل بها القرآن: ﴿فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي﴾ (6) وأمر بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حجته الوحيدة بالمسلمين، المعروفة بحجة الوداع (7).

(١) صحيح مسلم / ٣ - كتاب النكاح - باب ٣ ح ١١.
(٢) صحيح مسلم / ٣ - كتاب النكاح - باب ٣ ح ١٢.
(٣) صحيح مسلم / ٣ - كتاب النكاح - باب ٣ ح ١٥ و ١٦، ونحوهما ح ١٧.
(٤) صحيح مسلم / ٣ - كتاب النكاح - باب ٣ ح ١٥ و ١٦، ونحوهما ح ١٧.
(٥) السنن الكبرى ٧ / ٢٠٦.
(٦) سورة البقرة ٢: 196.
(7) أنظر: صحيح البخاري / 2 - كتاب الحج - باب 33 ح 1486 - 1494، وباب 35 ح 1496.
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست