مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ٦٣
إذ ليس التعارض فيه على نحو التدافع من كل وجه، ذلك لأن أحاديث كون المهدي من أولاد الحسين متضمنة لمعنى كونه من أولاد الحسن عليهما السلام أيضا.
وبمعنى آخر: إن عملية الجمع بينهما ممكنة، وهذا يتم على تقدير أن المهدي الموعود إنما هو الإمام محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي ابن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وفيما يعنيه هذا النسب الطاهر أن المهدي الموعود هو من ذرية السبطين الحسن والحسين حقيقة، لأن أم الإمام محمد الباقر زوجة الإمام علي بن الحسين عليهما السلام هي فاطمة بنت الإمام الحسن عليه السلام، فالباقر إذن حسيني الأب حسني الأم، وهو أول ثمرة مباركة من علويين، وعقبه من هذه الشجرة الطيبة ومهدي هذه الأمة هو غصنها الندي الرطيب.
وكما إن عيسى عليه السلام ألحق بذراري الأنبياء عليهم السلام من جهة الأم وهي مريم عليها السلام، لقوله تعالى: * (ووهبنا له إسحاق كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين) * (129).
فكذلك ألحقت ذرية الإمام الباقر بذرية الإمام الحسن من جهة الأم، كما ألحقت ذرية الزهراء البتول برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولله در القائل:
نسب عليه من شمس الضحى * نور، ومن فلق الصباح عمود * * *

(١٢٩) سورة الأنعام ٦: 84 - 85.
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست