مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ٦٤
حديث: كون المهدي هو عيسى بن مريم عليهما السلام!!
وهذا الحديث هو مما قد يتمسك به دعاة الاستشراق على نفي ظهور مهدي هذه الأمة عليه السلام المبشر به على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد يظن البعض معارضته للأحاديث الصحيحة، وتعادله معها في كل شئ، بحيث لا مجال للحكم سوى التسقيط.
وقبل بيان حقيقة هذا الحديث والتعامل معه وفق المعايير النقدية الثابتة لدى علماء الإسلام، نؤكد أن من أخرجه - وهو ابن ماجة في سننه - قد أخرج حديث: (المهدي حق وهو من ولد فاطمة) (130) الذي تقدمت الإشارة إلى مصادره الإسلامية الجمة، كما تقدمت الإشارة إلى من قال بصحته وتواتره على نحو الاجمال...
نعم.. روى ابن ماجة بسنده عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
(لا يزداد الأمر إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدبارا، ولا الناس إلا شحا، ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس، ولا مهدي إلا عيسى بن مريم) (131).
وهذا الحديث قد ضعفه جميع من أورده من أهل السنة، وقد سئل عنه ابن القيم في ما حكاه هو في (المنار المنيف)، قال: (وسئلت عن حديث:
لا مهدي إلا عيسى بن مريم، فكيف يأتلف هذا مع أحاديث المهدي وخروجه؟ وما وجه الجمع فيها؟ وهل في المهدي حديث، أم لا؟) (132).
فقال في جواب هذا السؤال: (فأما حديث: (لا مهدي إلا عيسى بن

(١٣٠) سنن ابن ماجة ٢ / ١٣٦٨ رقم ٤٠٨٦.
(١٣١) سنن ابن ماجة ٢ / 1340 رقم 4039.
(132) المنار المنيف: 129 رقم 325.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»
الفهرست