مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ٢٠٥
وكان عمرو بن العاص أميرا على جيش ذات السلاسل، وكان يؤمهم في الصلاة حتى صلى بهم بعض صلواته وهو جنب، وفيهم: أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة (10) فهل يستدل من هذا أن سالما وعمرو بن العاص أفضل من أبي بكر وعمر وأبي عبيدة، وأولى بالخلافة منهم؟!
الإثارة الخامسة: نتابعها في النقاط التالية:
أ - ثبت في جميع طرق هذا الحديث بروايته التامة أنه بعد أن افتتح أبو بكر الصلاة، خرج النبي (ص) يتهادى بين رجلين - علي والفضل ابن العباس - فصلى بهم إماما وتأخر أبو بكر عن موضعه مؤتما بالنبي (ص) عن يمينه.
أثبت ذلك تحقيقا أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب صنفه لهذا الغرض، فقسمه إلى ثلاثة أبواب: فجعل الباب الأول في إثبات خروج النبي (ص) إلى تلك الصلاة وتأخيره أبا بكر عن إمامتها، وخصص الباب الثاني في بيان إجماع الفقهاء على ذلك، فذكر منهم: أبا حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، وأثبت في الباب الثالث وهن الأخبار التي وردت بتقدم أبي بكر في تلك الصلاة، ووصف القائلين بها بالعناد واتباع الهوى! (11).
وقال العسقلاني: تضافرت الروايات عن عائشة بالجزم بما يدل على أن النبي (ص) كان هو الإمام في تلك الصلاة (12).
ومن هنا قال بعضهم: متى نظرنا إلى آخر الحديث احتجنا إلى أن نطلب

(١٠) سيرة ابن هشام ٤ / ٢٧٢، البداية والنهاية ٤ / ٣١٢.
(١١) أبو الفرج ابن الجوزي / آفة أصحاب الحديث - الباب الأول، والثاني، والثالث.
(١٢) فتح الباري بشرح صحيح البخاري ٢ / 123.
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»
الفهرست