مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ١٢٦
أقول:
سيأتي منا تحقيق الكلام في أن الآية هل فيها عموم أم لا؟ وهناك يحصحص الحق ويسفر عن محضه إن شاء الله، لكن ينبغي أن يعلم أن جماعة ممن تقدموا السيوطي وممن تأخروا عنه ادعوا العموم في الآية.
* قال القفال: نزلت هذه السورة في أبي بكر وإنفاقه على المسلمين، وفي أمية بن خلف وبخله وكفره بالله، إلا أنها وإن كانت كذلك لكن معانيها عامة للناس، ألا ترى أن الله تعالى قال: * (إن سعيكم لشتى) * (104) وقال:
* (فأنذرتكم نارا تلظى) * (105).
قال: ويروى عن علي عليه السلام أنه قال: خرجنا مع رسول الله (ص) في جنازة، فقعد رسول الله (ص) وقعدنا حوله فقال: ما منكم نفس منفوسة إلا وقد علم الله مكانها من الجنة والنار، فقلنا: يا رسول الله! أفلا نتكل؟
فقال: اعملوا، فكل ميسر لما خلق له * (فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى) * (106)، فبان بهذا الحديث عموم هذه السورة. انتهى (107).
* وقال النيسابوري في (غرائب القرآن) (108): إن كان المراد ب‍ (الأشقى) هو أبو سفيان أو أمية، وب‍ (الأتقى) هو أبو بكر، فلا إشكال،

(١٠٤) سورة الليل ٩٢: ٤.
(١٠٥) سورة الليل ٩٢: ١٤.
(١٠٦) سورة الليل ٩٢: ٥ - ٧.
(١٠٧) تفسير الفخر الرازي ٣١ / ١٩٧.
(١٠٨) غرائب القرآن ورغائب الفرقان (تفسير النيسابوري) 30 / 104 المطبوع بهامش تفسير الطبري.
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست