مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤١ - الصفحة ١٠٧
الملحقة به.. (إسلامي).
فكونه إسلامي يعني بالضرورة أن يكون محددا بمبادئ الإسلام وأحكامه، فمن هنا فقط يستمد إسلاميته، لا من هوية الشخص الحاكم.
أمام هذا السؤال برز أفق جديد، حين أسند الأمر هنا بالكامل إلى الواقع التاريخي للأمة في عصر الصحابة، ورغم أن الكلام هنا سيدور على نفسه، إذ يصبح اختيار بعض الأمة هو الدليل على شرعية ما اختاروه، رغم ذلك فهو قول لا مناص منه!
وبهذا أصبح الواقع التاريخي للأمة جزءا من الدين، ومصدرا من مصادر العقيدة.
وأصبح الواقع الذي يسود في الأمة، والقرار النافذ الذي يتخذه الخليفة، جزءا من الشريعة يجب أن ننظر إليه كما ننظر إلى السنة النبوية.
وهذا المبدأ هو الذي شكل السبب المباشر - ولو ظاهرا - في إقصاء علي ابن أبي طالب عليه السلام عن الخلافة يوم الشورى، إذ عرض علته عبد الرحمن بن عوف البيعة على كتاب الله وسند رسوله وسيرة الشيخين أبي بكر وعمر، فلما أظهر علي عليه السلام اعتقاده بالالتزام بكتاب الله وسنة رسوله وحسب، وبأنه غير ملزم باتباع سيرة الشيخين لأنها ليست من مصادر الشريعة، عندئذ رأي ذلك الفريق أن هذا الاعتقاد يعد مبررا كافيا في إقصاء صاحبه عن الخلافة وإسنادها إلى رجل آخر يتعهد بالتزام ذلك الشرط مصدرا ثالثا مع الكتاب والسنة (5).

(٥) راجع: تاريخ اليعقوبي ٢ / ١٦٢، تاريخ الطبري ٤ / ٢٣٨، الكامل في التاريخ ٣ / ٧١، البداية والنهاية ٧ / 146 - 147.
تعقيب: أرى على دعاة السلفية أن يقفوا أمام هذه المسألة بجد، فإنها تناقض أصل دعوتهم التي ترفض الالتزام التام بأي مصدر آخر غير الكتاب والسنة، فدخول هذا الشرط الجديد في البيعة باطل إذن، فإما أن تكون هذه البيعة باطلة، أو أن يكون أصل دعوتهم بحاجة إلى إعادة نظر.. إن عليهم وفق مبدئهم أن ينضموا إلى شيعة علي، أو أن يذعنوا للشيعة بأنهم هم السلفيون حقا!
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست