مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٨ - الصفحة ١١٠
فضلوا فلا يستطيعون سبيلا) (121). انتهى.
وبالجملة: فمن أمعن نظر الإنصاف في ما تقدم علم أن ما اشتهر في بعض الكتب وشاع على الألسنة من عمل السحر وتأثيره في النبي صلى الله عليه وآله وسلم مما لا أصل له، وإن وردت بذلك بعض الروايات من طرق الفريقين فإنك قد عرفت ما فيها، ولا أقل من حمل ما جاء من طريقنا على التقية لموافقتها لأحاديث العامة ومخالفتها للاعتقاد السديد ومذهب الأئمة المحققين من أهل العلم من العصابة الناجية المفلحة، رحمهم الله تعالى، ونفعنا بعلومهم، وأفاض علينا من بركاتهم، آمين.
ولو تنزلنا فإنه يجوز أن يكون عليه وآله والصلاة والسلام قصد بالسحر، لكنه لم يعمل فيه كرامة من الله تعالى له وإظهارا لمعجزته، وهذا ليس مما نحن فيه في شئ، إذ النزاع في تأثيره في النفس الشريفة ودونه الشم الراسيات.
فلا التفات - بعد ما تبين الحق الذي هو أحق بالأتباع - إلى إزراء المازري (122) وغيره ممن صوب القول بتأثره صلى الله عليه وآله وسلم بالسحر، بالطاعنين في تلك المقالة.
وهذا آخر ما قصدنا إيراده في هذه الرسالة، والله سبحانه وتعالى أعلم، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصفوة صحبه وسلم، ومجد وكرم، وشرف وعظم.
* * *

(١٢١) سورة الإسراء ١٧: ٤٧ - ٤٨.
(١٢٢) كما حكاه عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري ١٠ / 237، والقسطلاني في إرشاد الساري 8 / 403، والنووي في شرح صحيح مسلم 9 / 16.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست