مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٦ - الصفحة ٤١٣
الجنرال (6) في الشام ثانية، للتحقق من مبلغ صدق تلك الإشاعات، فإذا بها صحيحة في جملتها!
لم تمنع الحكومة الإيرانية رعاياها من السفر إلى الحجاز لأن حكومته وهابية فحسب، ولكن الإيرانيين ألفوا في الحج والزيارة شؤونا يعتقدون أنها من مستلزمات أداء ذلك الركن، ويشاركهم في ذلك جمهور المسلمين من غير الوهابيين، كزيارة مشاهد أهل البيت، والاستمداد من نفحاتهم، وزيارة مسجد منسوب للإمام علي عليه السلام.
وقد قضى الوهابي على تلك الآثار جملة، وقضى رجال - وكل فرد منهم حكومة قائمة - على الحرية المذهبية.
فمن قرأ الفاتحة على مشهد من المشاهد، جلد.
ومن دخن سيجارة أو نرجيلة، أهين وضرب وزج في السجن، في الوقت الذي تحصل فيه إدارة الجمارك الحجازية رسوما على واردات البلاد من الدخان والتمباك.
ومن استنجد بالرسول المجتبى عليه صلوات الله وسلامه بقوله:
(يا رسول الله) عد مشركا.
ومن أقسم بالنبي أو بآله، عد خارجا عن سياج الملة.
وما حادثة السيد أحمد الشريف السنوسي (7) - وهو علم من

(٦) أي: القنصل العام.
(٧) هو السيد أحمد الشريف بن محمد بن محمد بن علي السنوسي (١٢٨٤ - ١٣٥١ ه‍) ولد وتفقه في (الجغبوب) من أعمال ليبيا، قاتل الإيطاليين في حربهم مع الدولة العثمانية سنة ١٣٣٩ ه‍، دعي إلى إسلامبول بعد عقد الصلح بين إيطاليا والعثمانيين، ثم رحل منها إلى الحجاز، كان من أنبل الناس جلالة قدر وسراوة حال ورجاحة عقل، وكان على علم غزير، وقد صنف في أوقات فراغه كتبا عديدة.
أنظر: الأعلام ١ / 135.
(٤١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 ... » »»
الفهرست