لذكر مشايخها بعناوين، مثل: (المشيخة) و (الفهرست) و (الثبت) و (المعجم) و (البرنامج) و (الإجازة) وهذا العنوان الأخير أكثرها تداولا في الحواضر العلمية للشيعة الإمامية، وخاصة في الأعصر الأخيرة (3).
دور الإجازة العلمي، قديما وحديثا:
ولقد كانت (الإجازة) تؤدي ذلك الدور العلمي المهم، بصورة دقيقة، ومنتظمة، وواسعة، إلى جنب طرق التحمل الأخرى، في أوج نضارة العلم، عند ازدهار الحضارة الإسلامية المجيدة، وحتى نهايات القرن السادس.
ولما آلت شمس تلك الحضارة إلى الغروب، وضعفت الهمم عن اتباع الآثار الحميدة، وخبت أنوار المعرفة وأضواؤها في المعاهد العلمية والمدارس الدينية، وتهاوت أعمدة العلم والمكتبات، كان نصيب تلك الطرق من تلك النكسة الحضارية: قلة الاهتمام، وعدم التداول، فلحق الإجازة مثل ما لحق أخواتها من الاهمال، أو الانحراف عن الأهداف الصحيحة!
ومن الملاحظ، أنه على الرغم من أن الطرق الأخرى آل أمر أكثرها إلى الهجران والتعطل النهائي، وإلى الترك المطلق - في عصرنا الحاضر - فلا نجد لحلقات السماع أثرا، ولا لمجالس الاملاء ذكرا، ولا لقراءة الحديث دورا، فضلا عن المناولة والكتابة وغيرهما من الطرق التي كان الاختلاف واقعا فيها