مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٦ - الصفحة ٢٧٨
الإجازة في الأدب الإسلامي:
ولقد فرضت (الإجازة) نفسها على الأدب، لكونها واحدا مما كثر تداوله وشاع القيام به بين العلماء والذين يمسك كثير منهم بأزمة الأدب (4) فقد قام من أوتي موهبة الشعر وملك سليقته بنظم الإجازة، في مقطوعة شعرية جميلة.
تل تكلف بعضهم بنظم ما أراد إسهاما منه في تخليد إجازة شعرية.
فتكون من ذلك نوع جديد من الأدب، يجمع بين جمال الشعر وروعته، وبين قيمة العلم وعظمته، وبين مجد الحديث وقدسيته.
ولقد وجدت في جمع (الإجازات المنظومة) وعرضها إثارة لموضوع (الإجازة) بلغة جميلة، يستذوقها المتأدبون، يرتاح لها المحدثون.
كما أن العرض يحتوي على الدلالة الواضحة لتأثير الإجازة في نفوس العلماء، بحيث كان لها من حبهم وعاطفتهم نصيب كبير هز قرائحهم ودعاهم إلى نظمها!
وقبل أن ننتهي من هذا التقديم، نود أن نشير إلى أن هناك اصطلاحا يستعمل في باب الشعر من الأدب العربي، بلفظ (الإجازة)، وهي كما ذكره الأنصاري: أن تتم مصراع غيرك (5) ويقال لها: (التمليط) أو (الإملاط) أيضا.
وقال الفيروزآبادي: الإجازة في الشعر، مخالفة حركات الحرف الذي يلي حرف الروي (6).

(٤) إن علماء الإسلام، لا بد أن يتوفروا على علوم الأدب، باعتبار أن النصوص الإسلامية المقدسة - كلها - هي باللغة العربية، وفي قمة الأعمال الأدبية، فالقرآن المصدر الأساسي الأول للمعرفة الإسلامية، وهو معجزة البلاغة العربية، وكذلك السنة الشريفة، وبعد ذلك فإن أكثر التراث الإسلامي مكتوب بهذه اللغة المجيدة، بل تنافس المتنافسون في تميزها بأجمل محسنات الأدب.
(٥) لسان العرب ٧ / ١٩٥.
(٦) القاموس المحيط ٢ / 170.
(٢٧٨)
مفاتيح البحث: القرآن الكريم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»
الفهرست