مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٦ - الصفحة ٢٧٧
النصف من أنفسهم، لأمكنهم الاقتناع بأن الجهود المبذولة في الإجازة تعد من أغنى فروع المعرفة الإسلامية من حيث التراث والكتب: ثراءا وسعة واهتماما.
فهل يمكن القول، أو التصور، بأن كل ذلك الذي قاموا به، وحصل، كان لا لثمرة شرعية، ولا علمية، ولا من أجل عائدة عملية تعود على الإسلام والأمة، إلا مجرد التبرك؟!
ولأن الإجازات المتأخرة، لبعدها عن أهدافها العلمية الأصيلة أصبحت صورية وشكلية، أدى ذلك بالمحققين من العلماء المتأخرين، وخاصة المعتمدين للمناهج العقلية، والمعتادين للتفكير بطريقتها، إلى أن لا يجدوا ما يقنعهم بضرورتها أو حجيتها، وقد يصل الأمر عند بعضهم إلى تزييفها ورفضها كليا.
وتعدوا - بالاستصحاب العكسي - إلى الإجازة في عصرها الأول، وقد كانت - وبلا ريب - من الطرق المعتمدة المتسالم عليها، بل ثالثة الطرق، كما ذكرنا في بداية هذه الكلمة وقد أشرنا إلى سر الاعتماد عليها وكونها طريقا مقبولة للتحمل والأداء.
فخلط بعض العلماء والباحثين بين الإجازة في عصرها الأول، وبين الإجازة في حالتها المعاصرة، وأطلق الحكم عليهما بمعيار واحد، من دون تمييز للأبعاد والفوائد المترتبة عليها في كلك حالة، أو أدائها للمراد منها في كل من العصرين!
وهذا أمر يستبعده لزوم التثبت، والتحقيق، والدقة، والنظر إلى الأمر من جوانب وأبعاد متعددة.
وللحديث عن كل هذه الأمور مجال أنسب، لعلنا نوفق له مستقبلا بعون الله تعالى.
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»
الفهرست