مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ٢٣٢
والمسلمين، بينا يحجبون يعمد الإنسان الغربي عن التعرف على الإسلام، والقرآن، والنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، من خلال تراث الإسلام الأصيل في التفسير، والسنة، والسيرة الشريفة، والفقه.
كما يجري طمس وتجاهل للتراث العلمي الذي أنجزه العلماء المسلمون، وما حققوا فيه من سبق في تأسيس بعض العلوم، كالجبر، والكيمياء، والبصريات،... وغيرها، أو تطوير وتقدم لعلوم أخرى، كالهيئة، والطب، والفلاحة... وغيرها، هذه العلوم التي أسست على معطياتها النهضة الأوروبية الحديثة، فإنا لا نجد مسعى من المستشرقين لنفض الغبار عن مخطوطاتها، سوى بعض الحالات القليلة، والتي منا ما ذكرناها فيما سبق.
ولعل تجاهل هؤلاء الباحثين للتراث العلمي الإسلامي، يعبر عن الدعاوى التي أطلقها بعضهم، في أن الإنسان الشرقي ميتا فيزيقي، لا عقلاني، خامل... وغير ذلك، من شتائم، لأن تحقيق ونشر المؤلفات العربية في الرياضيات، والطب والكيمياء، والهيئة، والفلاحة،... وغيرها من تراث علمي وفير، من شأنه أن يزيف عمليا تلك الدعاوى، ويبرهن على أن الإنسان الذي أبدع هذه العلوم، إنسان عقلاني، علمي، دقيق، وإلا فكيف يتسنى له خلق وابتكار كل هذه العلوم وهو خرافي، لا عقلاني، خامل؟!
ومما ينبغي التنويه به، أن بعض الباحثين يشيعون بأن للمستشرقين الفضل الأول في تحقيق ونشر تراثنا!! ولولاهم لم يتحقق لهذا التراث أن يخرج من غرف المخطوطات المغلقة، ولظل حبيسا في خزائن المخطوطات حتى اليوم!
ولكن مع عدم إنكارنا للخدمات التي أسهم بها الكثير من المستشرقين في تصحيح ونشر بعض المخطوطات العربية، وإعداد الكشافات والمعاجم لها، إلا أن جهد هؤلاء تمحور حول بعض دواوين الشعر وكتب الأدب، ومقتطفات اقتبسوها من المؤلفات التاريخية، بينما أعرضوا عن الينابيع الأساسية
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست