مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ١٧١
لأن معرفة الله تعالى ليست بديهية، ولا وجدانية، ولا حسية، ولا خبرية، فلم يبق إلا النظر (8).
فثبت أن طريق معرفته تعالى هو النظر، والاستدلال.
فثبت أن يكون النظر واجبا.
الفصل الثاني في إثبات ذاته تعالى كل جسم محدث، وكل محدث محتاج إلى المؤثر، (فكل جسم محتاج إلى المؤثر) (9).
وإنما قلنا: " إن كل جسم محدث ".
لأن الجسم هو الذي يصح أن يشار إليه إشارة حسية، والمشار إليه بالإشارة الحسية يجب أن يكون حاصلا في الحيز.
وإذا ثبت هذا، فالجسم لو كان أزليا، لكان في الأزل حاصلا في الحيز، لكن يستحيل أن يكون حصوله في الحيز أزليا، فيستحيل أن يكون الجسم أزليا.
وإنما قلنا: " إن حصوله في الحيز يستحيل أن يكون أزليا ".
لأنه لو كان كذلك، لكان لا يخلو:
إما أن يكون حاصلا في حيز (10) لا يكون (11) قبله حاصلا في حيز آخر.

(8) في (ج، ه‍): إلا بالنظر.
(9) ما بين القوسين ليس في (أ).
(10) في (ب، ه‍): في الحيز.
(11) في (ج): لم يكن.
(١٧١)
مفاتيح البحث: الأكل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»
الفهرست