مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٤ - الصفحة ١٣٣
2 - أهمية الكتاب فكريا وتراثيا:
غلب السلاجقة على الأمور وقد كانت جذور الحياة القبلية راسخة في أعماق نفوسهم مما أثر في دولتهم، وكانوا غير مثقفين، ولم يحاولوا الاستعانة بالحكماء والعلماء كثيرا، بل غلبت عليهم الصبغة العسكرية، فقد أدت قوة النظام القبلي إلى إثارة الفتن والقلاقل، كما أثرت بداوة السلاجقة في تعصبهم الشديد للمذهب السني الذي يرعاه الخليفة العباسي في بغداد، فاستغلوا ذلك في سبيل القضاء على آل بويه - الديالمة - الوزراء المتمسكين بالمذهب الشيعي، فتم لهم ذلك.
" حتى سيطر طغرل - كبير السلاجقة - على الخليفة العباسي سيطرة تامة، فلم يكن الخليفة يستطيع التصرف - حتى في ممتلكاته الخاصة - بعد أن ترك لطغرل كل شئ.
وبلغت قوة طغرل في العراق حدا جعله يفكر في مصاهرة الخليفة العباسي القائم بأمر الله، بالزواج من ابنته، وقد فزع الخليفة العباسي من فكرة مصاهرة السلاجقة، وإعطاء ابنته لطغرل - وهو في السبعين من عمره - فرفض أول الأمر، ولكنه هدد وخوف، فأرغمته عوامل الضعف والخوف على القبول مضطرا " (2).
وهكذا أصبح التعصب للمذهب السني وسيلة بيد هؤلاء الغزاة للسيطرة على البلاد، وكان ذلك يقويهم، ويجمع حولهم المتعصبين من أعداء التشيع.

(2) سلاجقة إيران والعراق - للدكتور عبد النعيم محمد حسنين -: 42 - 43، وكافة المعلومات السابقة حول السلاجقة مأخوذة من هذا الكتاب.
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»
الفهرست