أولا - إلى أنني أعرضت عن ذكر بعض التعريفات على الاتجاه الأول لكونها تكرارا لما تقدم عليها كتعريف الحريري (ت 516 ه) - 35)، وابن الأ الأنباري (ت 577 ه) (36)، والمطرزي (ت 610 ه) (37)، وابن عصفور (ت 669 ه) (38).
ثانيا - إلى أن هناك تعريفات واضحة الضعف أخرت الكلام عليها، حرصا على تسلسل الموضوع، منها:
1 - تعريف الرماني (ت 384 ه)، قال: الإعراب " تغيير آخر الاسم بعامل " (39)، مع أن الإعراب لا يختص بالأسماء.
2 - تعريف ابن جني (ت 492 ه) قال: " الإعراب هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ " (40)، وقد أشرنا إلى أن هذا بيان للهدف أو النتيجة من الإعراب.
ولابن جني تعريف ثان للإعراب، وهو: " الإعراب ضد البناء في المعنى ومثله في اللفظ، والفرق بينهما زوال الإعراب لتغير العامل وانتقاله، ولزوم البناء الحادث من غير عامل وثباته " (41).
وهذا الكلام ليس فنيا، إذ أنه يعقد مقارنة بين الإعراب والبناء، قبل أن يعرف بحقيقة كل منهما، إذ ما هو الإعراب الذي يزول بتغير العامل، وما هو البناء اللازم والحادث من غير عامل؟.