مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٣ - الصفحة ٢٦٥
أولا - إلى أنني أعرضت عن ذكر بعض التعريفات على الاتجاه الأول لكونها تكرارا لما تقدم عليها كتعريف الحريري (ت 516 ه‍) - 35)، وابن الأ الأنباري (ت 577 ه‍) (36)، والمطرزي (ت 610 ه‍) (37)، وابن عصفور (ت 669 ه‍) (38).
ثانيا - إلى أن هناك تعريفات واضحة الضعف أخرت الكلام عليها، حرصا على تسلسل الموضوع، منها:
1 - تعريف الرماني (ت 384 ه‍)، قال: الإعراب " تغيير آخر الاسم بعامل " (39)، مع أن الإعراب لا يختص بالأسماء.
2 - تعريف ابن جني (ت 492 ه‍) قال: " الإعراب هو الإبانة عن المعاني بالألفاظ " (40)، وقد أشرنا إلى أن هذا بيان للهدف أو النتيجة من الإعراب.
ولابن جني تعريف ثان للإعراب، وهو: " الإعراب ضد البناء في المعنى ومثله في اللفظ، والفرق بينهما زوال الإعراب لتغير العامل وانتقاله، ولزوم البناء الحادث من غير عامل وثباته " (41).
وهذا الكلام ليس فنيا، إذ أنه يعقد مقارنة بين الإعراب والبناء، قبل أن يعرف بحقيقة كل منهما، إذ ما هو الإعراب الذي يزول بتغير العامل، وما هو البناء اللازم والحادث من غير عامل؟.

(٣٥) شرح على متن ملحة الإعراب، القاسم بن علي الحريري، ص ١١.
(٣٦) أسرار العربية، ابن الأنباري، ص ١٩.
(٣٧) المصباح في علم النحو، المطرزي، تحقيق الدكتور عبد الحميد السيد طلب، ص 43.
(38) المقرب، علي بن مؤمن بن عصفور، تحقيق الدكتور أحمد عبد الستار الجواري، 1 / 47.
(39) الحدود في النحو، علي بن عيسى الرماني (ضمن كتاب رسائل في النحو واللغة، تحقيق مصطفى جواد ويوسف يعقوب مسكوني) ص 38.
(40) الخصائص، أبو الفتح عثمان بن جني، تحقيق محمد علي النجار، 1 / 35.
(41) اللمع في العربية، ابن جني، تحقيق فائز فارس، ص 10.
(٢٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 ... » »»
الفهرست