مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٣ - الصفحة ٢٦٢
يقصر مقتضى العامل على الحركات، بل يضيف إليها السكون بوصفه علامة لجزم المضارع.
ولابن السراج تعريف ثان للإعراب (22) يوافق تعريفه المذكور مضمونا، وإن خالفه لفظا، إلا أنه لم يذكر فيه العامل، ولم يصرح بأن ما يلحق المعرب من التغيير قد يكون سكونا.
وعرفه أبو علي الفارسي (ت 377 ه‍) بقوله: " الإعراب: أن تختلف أواخر الكلمات لاختلاف العوامل " (23).
وهذا التعريف يمثل الصياغة النهائية التي التزم بها من جاء بعده من أصحاب هذا الاتجاه، وإن اختلفت تعريفاتهم لفظيا.
فعبارة الجرجاني (ت 471 ه‍): " الإعراب أن يختلف آخر الكلمة باختلاف العوامل في أولها " (24).
ويلاحظ أن قوله (في أولها) ليس قيدا يحترز به عن شئ، وإنما هو مجرد بيان لموضع العامل، هذا إذا قصرنا العوامل على اللفظية، وإلا فهناك العامل المعنوي كالابتداء، بل هناك من يرى أن العامل قد يتأخر، كمن يذهب إلى أن المبتدأ والخبر يرتفع كل منهما بالآخر، فينبغي حذف العبارة المذكورة من آخر التعريف.
وأما الزمخشري (ت 538 ه‍) فقد عرف الاسم المعرب بأنه " ما اختلفت آخره باختلاف العوامل، لفظا - بحركة أو حرف - أو محلا " (25).
وهو ظاهر في ذهابه إلى كون الإعراب أمرا معنويا هو اختلاف الآخر باختلاف العوامل، لكنه يتميز بإشارته إلى أن الإعراب كما يكون بالحركات،

(22) الأصول في النحو، ابن السراج، 1 / 56.
(23) الايضاح العضدي، أبو علي الفارسي، 1 / 11.
(24) الجمل، عبد القاهر الجرجاني، تحقيق علي حيدر، ص 6.
(25) المفصل في علم العربية، جار الله الزمخشري، ص 16.
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»
الفهرست