مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٣ - الصفحة ٢٥٩
ولم يهتم المتقدمون بتعريف الإعراب بهذا المعنى رغم ممارستهم لعملية التحليل النحوي، ولعل الدماميني (ت 837 ه‍) أول من عرفه بأنه " إجراء الألفاظ المركبة على ما تقتضيه صناعة العربية، كما يقال: أعرب القصيدة، إذا تتبع ألفاظها، وبين كيفية جريها على علم النحو " (12). وتبعه على ذلك الشمني (ت 872 ه‍) فقال: الإعراب " تطبيق المركب على القواعد النحوية " (13). وقال الخضري: " ويطلق [الإعراب] على تطبيق الكلام على قواعد العربية... ومنه قولهم: أعرب (جاء زيد)، وهذا الاطلاق اصطلاحي أيضا، لأن العرب لم تكن تعرف تلك القواعد، ولا تطبيق الكلام عليها، وإنما تنطق به مطابقا لها سجية " (14).
ثالثا - الإعراب بالمعنى المقابل للبناء.
للنحاة اتجاهان في تعريف الإعراب بهذا المعنى، فبعضهم يذهب إلى أن الإعراب أمر (معنوي) والعلامات دالة عليه، والبعض الآخر يرى أنه أمر (لفظي) يتمثل في العلامات المتعاقبة على أواخر الكلم (15).

(١٢) تحفة الغريب بشرح مغني اللبيب، محمد بن أبي بكر الدماميني، مطبوع على هامش المنصف من الكلام على مغني ابن هشام ١ / ٩.
(١٣) المنصف من الكلام على مغني ابن هشام، أحمد بن محمد الشمني ١ / ٩.
(١٤) حاشية محمد الخضري على شرح ابن عقيل ١ / ٣٦.
وانظر أيضا حاشية محمد الأمير الأزهري على المغني ١ / ٣، وحاشية مصطفى الدسوقي على المغني ١ / 5.
(15) أ - شرح اللمحة البدرية في علم العربية، ابن هشام، تحقيق الدكتور هادي نهر 1 / 235 236.
ب - حاشية الصبان على شرح الأشموني، 1 / 47 - 49.
ج - شرح كافية ابن الحاجب، الرضي الأسترآبادي، 1 / 18.
د - شرح التصريح على التوضيح، خالد الأزهري، 1 / 59 - 60.
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»
الفهرست