ومن تلك الأباطيل ما عزوه إلى جنابه الشريف الأقدس في حديث السباطة - المتفق على صحته بينهم - وزعموا أنه صلى الله عليه وآله وسلم بال قائما، مع أن هذا مما يتنزه عنه ذوو المروءات من آحاد بني آدم فضلا عن نبي الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، فحملتني الحمية الإسلامية، ودعاني داعي الغيرة على حفظ حرمة سيد الرسل عليه وآله الصلاة والسلام إلى إفراد المقال في هذا الحديث، وبيان وهنه وسقوطه، وإن كان أصحابنا رحمهم الله تعالى قد أشاروا إلى بطلانه (2) بيد أنهم لم يبسطوا القول فيه، ولم أقف على تأليف لهم في ذلك، فأمطت بعون الله تعالى وحسن توفيقه في هذه الرسالة الستور عن علل هذا الحديث الباطل.
والله أسأل أن يرشد بها من زلت قدمه، أو قصر عن إدراك الحق فهمه، ويهديه إلى صراطه المستقيم، إنه جواد كريم.
ورتبتها على أربعة فصول: