مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٨ - الصفحة ١٠٥
4 - الأخلاقية العالية: لقد تمتع السيد المجدد بأخلاقية عالية، مع عظمة مقامه، وسعة مرجعيته، فكان عطوفا على الفقراء واليتامى والعوائل الضعيفة، فكان يحث وكلاءه بتفقد أحوالهم، وصرف ما مجتمع لديهم من الحقوق الشرعية على المحتاجين في نفس البلدان التي تجبى منها، وامتاز بتواضعه ورقة قلبه ورأفته مما جعله محبوبا للجميع، كبيرا في أعين الكل حتى لقب ب (الميرزا الكبير).
ولقد أثبت بذلك أبوته للأمة، حيث كان يتحسس بها ينوبهم ويواسيهم ويساعدهم، على سيرة الأئمة المعصومين عليهم السلام.
5 - الموسوعية، فما أثر عن السيد من التقريرات والنقول والكتابات تدل على أنه كان على سعة تامة في المعرفة بالعلوم والفنون، بحيث كان يؤذي الدور المطلوب من الموسوعية في أمثاله من المجددين، فكان يلبي طلبات الأمة في كل مجالاتها المعرفية.
6 - وأما التدبير والحنكة، فقد ضرب السيد في ذلك أروع الأمثلة، لما تمتع به من ذكاء وقوة ملاحظة، وسرعة الفهم ودقة الفكر، ومع ذلك فقد كان يستفيد من خبرة أصحابه حيث كان له مجلس استشاري يتألف من أعيان أصحابه، وذوي النباهة من أعوانه، يتداولون الأمور ويبتون فيها، ويصممون على العمل بما يليق ويناسب، بعد موافقة السيد.
7 - وقد دخل القرن الرابع عشر، والسيد المجدد الكبير هو المشار إليه بالبنان، ولم يمض عقد إلا وقد انفردت المرجعية به، فكان اللائق بأن يكون ". المجدد " للمذهب على رأس ذلك القرن بلا منازع.
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم.
وقد عبرت الأمة عن تقديس هذا الإمام المجدد عند وفاته باعتباره " الرمز " العظيم الذي يجب أن يحتذي به العلماء ويفتخر به الزمن، فشيعت جثمانه الشريف على الأكف، من سامراء إلى مثواه الأخير في النجف الأشرف، طوال سبعة أيام معلنة بذلك ولاءها لممثل الأئمة، وابنهم البار.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست