مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٦ - الصفحة ٨٥
حجية سنة النبي:
وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الثابتة عنه بالطرق المعتبرة حجة بلا كلام، وضرورة دينية لا يخالف فيها إلا من لاحظ له من دين الإسلام...
وقد استدلوا على حجيتها بآيات من الكتاب وأحاديث عن المصطفى، لكن لا يتم الاستدلال بها إلا على وجه دائر كما لا يخفى...
فالعمدة في وجه الحجية هي " العصمة " ومن هنا يتعرض العلماء - في بحثهم عن حجية السنة - لعصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم (113).
معنى سنة الخلفاء:
قال ابن فارس: " وكره العلماء قول من قال: سنة أبي بكر وعمر، وإنما يقال:
سنة الله وسنة رسوله " (114).
قلت: وجه كراهية العلماء ذلك واضح، لأن كلمة " السنة " أصبحت في عرف المتشرعة مختصة بما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قولا وفعلا وتقريرا، لأنه الحجة بعد الكتاب، حيث يقال: الكتاب والسنة، لكنهم كرهوا هذا القول مع كون حديث " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين " بمرأى منهم ومشهد، فإن كانوا في شك من صدور الحديث عن النبي فلا بحث، وإلا فبم يفسرونه؟!
هنا مشاكل:
1 - لقد ذكرنا أن " السنة " في اللغة بمعنى " الطريقة "، وهي بنفس المعنى في الشريعة بالنسبة إلى " سنة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم، فهل تفسر " سنة الخلفاء " بنفس المعنى كذلك؟!

(113) لاحظ كتب الأصول كإرشاد الفحول: 29.
(114) فقه العربية " سنن ".
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»
الفهرست