مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٦ - الصفحة ١٧٥
الزلل ".
" يا بني عبد المطلب! لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضا، تقولون:
قتل أمير المؤمنين. ألا لا تقتلن بي إلا قاتلي... أنظروا إذا أنا مت من ضربته (لاحظوا تقييد الفعل بوقوع ضرر الجرم) فاضربوه ضربة بضربة. ولا يمثل بالرجل، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور "!
فإذا وقع العدل في النفس، في مثل هذا الموقف، ففي أي المواقف يغيب؟!
وانظروا إلى العدل في الأموال وتقسيم فئ المسلمين فيهم، وفي النفس والأهل، من كتاب إلى أحد ولاته في فارس:
"... ألا وإن حق من قبلك وقبلنا من المسلمين في قسمة هذا الفئ سواء ".
وإلى عامله على البصرة:
" ألا وإن لكل مأموم إماما يقتدي به... ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه. ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد... ".
وإلى عماله على الخراج:
" أنصفوا الناس من أنفسكم... فإنكم خزان الرعية، ووكلاء الأمة، وسفراء الأئمة ".
وإلى الأشتر لما ولاه مصر:
" أنصف الله، وأنصف الناس من نفسك ومن خاصة أهلك، ومن لك فيه هوى من رعيتك، فإنك إلا تفعل تظلم... وليكن أحب الأمور إليك أوسطها في الحق، وأعمها في العدل، وأجمعها لرضى الرعية... ولا يكن المحسن والمسئ عندك بمنزلة سواء، فإن في ذلك تزهيدا لأهل الإحسان، وتدريبا لأهل الإساءة على الإساءة ".
" وليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في استجلاب الخراج، لأن ذلك لا يدرك إلا بالعمارة، ومن طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد وأهلك العباد ".
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست