مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٥ - الصفحة ٦٩
3 - نظرات في دلالة حديث خيبر:
ثم إن هذا الحديث في متنه ودلالته صريح في الأمور التالية:
أولا: إن أمير المؤمنين عليه السلام كان يرى حرمة نكاح المتعة، حتى أنه خاطب ابن عباس القائل بالحلية بقوله: " إنك رجل تائه ".
وهذا كذب، فالكل يعلم أن الإمام عليه السلام كان على رأس المنكرين لتحريم نكاح المتعة، كما كان على رأس المنكرين لتحريم متعة الحج، ولكن لا غرابة في وضع القوم الحديث على لسانه في باب نكاح المتعة كما وضعوه في باب متعة الحج...
وهو أيضا عن لسان ولدي محمد عن أبيهما عنه... فقد روى البيهقي: " عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي عن أبيهما: أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال:
يا بني أفرد بالحج فإنه أفضل " (81).
وثانيا: إن تحريم متعة النساء كان يوم خيبر... وهذا ما غلطه وكذبه كبار الحفاظ، ثم حاروا في توجيهه:
قال ابن حجر بشرحه عن السهيلي: " ويتصل بهذا الحديث تنبيه على إشكال، لأن فيه النهي عن نكاح المتعة يوم خيبر، وهذا شئ لا يعرفه أحد من أهل السير ورواة الأثر " (82).
وقال العيني بشرحه: " قال ابن عبد البر: وذكر النهي عن المتعة يوم خيبر غلط " (83).
وقال القسطلاني بشرحه: " قال البيهقي: لا يعرفه أحد من أهل السير " (84).
وقال ابن القيم: " قصة خيبر لم يكن فيها الصحابة يتمتعون باليهوديات، ولا

(81) سنن البيهقي 5 / 5.
(82) فتح الباري - شرح البخاري 9 / 138.
(83) عمدة القاري - شرح البخاري 17 / 246.
(84) إرشاد الساري - شرح البخاري 6 / 536 و 8 / 41..
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست