10 - الأصول والأخبار:
قال (الورقة 43 - 44):
إنا ما صنعنا صنيعنا في الأصول إلا للتوسل بذلك إلى تحصيل الأهلية والقابلية وحيازة الاستعداد للاعتكاف في الأبواب الوسيعة المنيفة العلية الشريفة العظيمة للكتاب الكريم والأحاديث الواردة عن أهل بيت العصمة والنبوة والخلافة صلوات الله عليهم أجمعين.
بل: إنا ما وصلنا في العلوم الشريفة العظيمة: الفقه، وتفسير كتاب الله الكريم والأصولين، إلى ما توصلنا إليه، إلا بالتمسك بأذيال الأحاديث بعد الكتاب الكريم، فقد تمسكنا بالعروة الوثقى لا انفصام لها.
فكل ما حققنا في الأصولين: أمول الأديان وأصول الفقه، وما ذكرنا من التدقيقات في فن التمرينيات من المباحث..... إنما هو ما وصلنا إليه بالتأمل في جملة من الأحاديث، مع أن فوق ما وصلنا إليه سهما الرقيب والمعلى.
فهذا إذا كان حال جملة يسيرة منها فكيف بقواميسها التيارة، وبحارها المواجة؟؟
فمهما لم يتصف العالم الأصولي بكونه عوام بحار الأحاديث وسياح قواميسها، لم يعده أكامل الصناعة الأصولية - الذين بلغوا الغاية القصوى - من حزب الأصوليين، بل يحسبونه دخيلا في الصناعة.
فإذا كان الحال كذلك، فمن ذا الذي يقول، ومن ذا الذي يحكم من العلماء وأولي النهى، بأن الصناعة الرجالية التي أخذت - كصناعة الأصول - من تصريحات الأخبار ودلالاتها الفحوائية والالتزامية، وارتكب لضبط أحوال الرجال الرواة علماء الصدر الأول من فضلاء أصحاب الأئمة عليهم السلام وفقهائهم، إن معاشر الأصولية لا يعتدون بشأنها ولا يعدونها من الأمور الواجبة؟!
- كلا ثم كلا، إن هذا إلا مرية صرفة، وفرية محضة.