مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٢ - الصفحة ٦٠
سقى الله الديار ملث وبل * سحابا مغدقا خضلا هموعا وما برحت بروق المزن تهمي * إلى الأطلال بارقة لموعا وركب من سراة بني علي * عن الأوطان قد رحلوا جميعا يؤمهم فتى العليا حسين * قد اتخذ الحسام له ضجيعا وأسمر ناظر مهج الأعادي * بعين تنفث السم النقيعا بدور أشرقت والنقع ليل * وقد جعلوا القلوب لهم دروعا تخالهم على الجرد العوادي * كواكب حلت الفلك الرفيعا متى أنقضت لرجم بني زياد * تكاد تطير أنفسهم نزوعا ولاكهم وقد بدت المنايا * لأعينهم فما أبدوا خضوعا ومما أثكل الدنيا وأجرى * مدامعها دما قان نجيعا تساهمهم سجال الحرب حتى * تهاووا في ثرى الرمضا وقوعا وعاد بياضي شكلهم برمل * نقي الخد نكسيا صريعا وفيها يذكر وحدة الحسين عليه السلام ومصرعه فيقول:
وعن حرم الإله غدا يحامي * عديم النصر خشية أن يضيعا ولما أنشبت فيه المنايا * مخالبها وقد ساءت صنيعا أراش له القضا سهما فأومى * فؤاد الدين بل حطم الضلوعا دعاه مليكه لجوار قدس * وجنات فلباه مطيعا هوى بهويه عمد المعالي * وحبل الدين قد أمسى قطيعا ورب مروعة برزت ولما * تجد غير السياط حمى منيعا وتهتف بالسراة بني نزار * فما وجدت لدعوتها سميعا عناها ما تعاني من أيامى * وأيتام كسرب قطا أريعا (1)

(1) استللنا هذه القصيدة من مجموعة شعرية كانت لدى الأديب جواد الرمضان في الأحساء.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست