مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٠ - الصفحة ١٨٨
وأما ثانيا: فلأنه قد جاء في الدعاء كثيرا، وورد أيضا في بعض الأحاديث: قال السيد الكريم.
وأما ثالثا: فلأن هذا الاسم لا يوهم نقصا، فيجوز إطلاقه على الله تعالى إجماعا.
الجواد:
هو الكثير الإنعام والإحسان، والفرق بينه وبين الكريم: أن الكريم الذي يعطي مع السؤال، والجواد يعطي من غير سؤال، وقيل: بالعكس، ورجل جواد أي: سخي، ولا يقال: الله تعالى سخي، لأن أصل السخاوة راجع إلى اللين، و [يقال:] (168) أرض سخاوية وقرطاس سخاوي إذا كان لينا، وسمي السخي سخيا للينه عند الحوائج. هذا آخر كلام صاحب العدة (169).
قلت: وقوله ولا يقال الله تعالى سخي، ليس بشئ، لأن السخاء مرادف للجود (170)، وهو صفة كمال، فيجوز إطلاقه عليه تعالى، مع أنه قد ورد به الإذن، ففي دعاء الصحيفة المذكور في مهج ابن طاووس. (171) قدس الله سره:

(١٦٨) ما بين المعقوفتين لم يرد في (ر) و (ب) وأثبتناه من المصدر وهو الأنسب.
(١٦٩) عدة الداعي: ٣١٢، باختلاف.
(١٧٠) في هامش (ر): " في كثير من الأدعية، وإضافة السخاء فيها إليه كما في دعاء الجوشن الكبير المروي عن السجاد زين العابدين عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله، في قوله: يا ذا الجود والسخاء، ففرق بين السخاء والجود لترادفهما على اسم الكريم. منه رحمه الله ".
أنظر: المصباح - للمصنف -: ٢٤٨.
(١٧١) أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحسيني، السيد الأجل الأورع، ويظهر من مواضع من كتبه خصوصا كشف المحجة أن باب لقائه الإمام المنتظر روحي له الفداء كان مفتوحا، وكان من عظماء المعظمين لشعائر الله، يروي عنه العلامة الحلي وغيره له عدة مصنفات، منها: مهج الدعوات ومنهج العنايات، ذكر فيه الاحراز والقنوتات والحجب والدعوات والتعقيبات وأدعية الحاجات، توفي سنة (٦٦٤ ه‍).
الكنى والألقاب ١: ٣٢٧، أعيان الشيعة ٨: ٣٥٨، الذريعة ٢٣: ٢٨٧، معجم رجال الحديث ١٢: ١٨٨.
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»
الفهرست