مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٩ - الصفحة ٩٠
الثاني: ما ورد به السمع، ولكن إطلاقه في غير مورده يوهم النقص، فلا يجوز، كأن يقول. يا ماكر ويا مستهزئ، أو يحلف به.
قال الشهيد رحمه الله في قواعده: ومنع بعضهم أن يقول: " اللهم امكر بفلان " وقد ورد في دعوات المصباح: " اللهم استهزئ به ولا تستهزئ بي ".
الثالث: ما خلا عن الايهام، إلا أنه لم يرد به السمع " كالنجي، والأريحي.
قال الشهيد رحمه الله. والأولى التوقف عما لم يثبت التسمية به، وإن جاز أن يطلق معناه عليه (217).
إذا عرفت ذلك، فنقول:
قال الشيخ نصير الدين أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي - قدس الله سره - في فصوله.
كل اسم يليق بجلاله، ويناسب كماله مما لم يرد به إذن يجوز إطلاقه عليه تعالى، إلا أنه ليس من الأدب، لجواز أن لا يناسبه تعالى من وجه آخر (218).
قلت: فعنده يجوز أن يطلق عليه الجوهر لأن الجوهر قائم بذاته، غير مفتقر إلى الغير، والله تعالى كذلك.
وقال الشيخ علي بن يوسف بن عبد الجليل في كتابه " منتهى السؤول ": لا يجوز أن يطلق على الواجب تعالى صفة لم يرد في الشرع المطهر إطلاقها عليه، وإن صح اتصافه بها معنى، كالجوهر مثلا، بمعنى القائم بذاته، لجواز أن يكون في ذلك مفسدة خفية لا نعلمها، فإنه لا يكفي في إطلاق الصفة على الموصوف ثبوت معناها له، فإن لفظتي. " عز " و " جزل " لا يجوز إطلاقهما على النبي صلى الله عليه وآله وإن كان عزيزا جليلا في قومه، لأنهما يختصان بالله - تعالى، ولولا عناية الله ورأفته بعباده، في

(٢١٧) القواعد والفوائد 2 / 176 - 178.
(218) الفصول النصيرية: 17 - 18.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست