مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٩ - الصفحة ٨٠
" جسم لا كالأجسام " كما أوضحناه؟!
والكاتب لم يهمل هذه الرواية فقط بل خالفها ونسب إلى هشام القول بأن " المادة المعينة إلهية " لا تدرك بالحواس، كما نقلنا كلامه عن مجلة " الإيمان " النجفية.
3 - قوله: وقد حاول الشيعة - قدماء ومحدثين - أن ينفوا عن هشام بن الحكم القول بالجسمية، بكل ما أوتوا من قوة، غير أن الحجة أعيتهم!
أقول: إن الكاتب لم يحاول - أولا - إثبات القول بالجسمية على هشام من طريق الشيعة، حتى تصح له مطالبتهم بحجة على النفي. فإنا لم نجد عند الشيعة نسبة التجسيم المطلق إلى هشام وأنه قال بالجسمية المعنوية، حتى يحتاجوا في نفيها عنه إلى حجة، بل غاية ما في الأمر أن الخصوم - وخاصة المعتزلة - اتهموا هشاما بأشكال من التجسيم، وقد يتناقضون في ما نسبوه إليه، وإن كان أقوى وأصرح ما نسبوه هو القول " بجسم لا كالأجسام ".
وقد أجمع كافة أهل الفرق على عدم دلالة ذلك على التجسيم المعنوي، بل غاية ما يفيده هو التجسيم اللفظي والاسمي، كما فصلناه.
فمن أين جاء جزم الكاتب وأمثاله بثبوت القول بالتجسيم لهشام، حتى يحتاج لنفيه إلى حجة؟!
4 - قوله. ومن هنا اعترف الشيخ المفيد بقوله بالجسمية.
أقول. هذا من موارد تحريف الكاتب وأستاذه للحقيقة، حيث نقلوا عن الشيخ المفيد هذا الاعتراف، بينما كلامه لا يدل على ذلك، فهو في هذا الصدد يقول:
وإنما خالف هشام بن الحكم كافة أصحاب أبي عبد الله عليه السلام بقوله في الجسم (198).
ومعناه: أن لهشام قولا في " الجسم " مخالفا به الآخرين، وهذا القول في الجسم، هو ما اصطلحه فيه من إرادة " الشئ " منه.

(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست