مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٩ - الصفحة ٧٦
بعنوان أنه إلزام!
كما عرف من خلال حديثنا أن قول. " عالم بعلم، وهو ذاته " ليس من كلام المعتزلة كلهم بل هو من كلام العلاف فقط! وقد خالفه فيه هشام وجماعة من المعتزلة أيضا.
8 - فأي ضير - بعد - في أن يكون هشام مجسما عقليا، يقدم الدليل على أن " المادة المعينة " إلهية، لا تدرك بالحواس؟
وأين الإشكال إذن.
أقول: إن كان المراد من التجسيم العقلي، هو التجسيم المادي، لكون الذات الإلهية. عنده مادة معينة لا تدرك بالحواس، كما هو صريح كلامه هنا، وهو الأمر المبني على المقدمات التي ذكرها الكاتب ورتبها للتوصل بها إلى هذه النتيجة!
فهذا ما لم يقله هشام، بل هذا معارض لما في مقولته من التجريد والتنزيه عن كل خواص الأجسام، ومنها " المادة ".
مع أن تلك المقدمات غير تامة، كما سبق أن قلنا.
وأما الضير في هذه التهمة، فلا يتجه منه إلى هشام أي سوء، لأن نسبة باطل هذه التهمة إلى حق هشام بن الحكم كنسبة الحجر إلى البحر في قول الشاعر:
لا يضر البحر أمسى زاخرا * أن رمى فيه غلام بحجر وإنما الضرر كله عائد إلى الكاتب وكتاباته الضحلة، فتسلب عنهما الثقة، وكفى ما أوردنا دليلا على خلط الكاتب، فلم يفهم مراد هشام، ولا وقف على مصطلحه!
رأما: أين الإشكال؟
فيقال له: إنه كامن في عدم قدرتك على الخوض في هكذا موضوع، حساس، لم تخبره أبدا، ولم تعرف كيف تستخدم مصادره، ولا لك قدرة على فهم عباراتهم، وكلماتهم، ثم تعتمد أساسا على مصادر الأعداء وتحاول أن تنسب ما فيها إلى هشام من دون مناقشة أو تفنيد.
ولو نظر هذا الرجل في مصادرنا الموثوقة، لوجد أن قضية " التجسيم " قد انتفت
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست