مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٩ - الصفحة ٢٣
نستدل على إثبات صفات كمالية للواجب تعالى، ثم نعبر عنها بمشتق؟ (42).
ومن هنا، فإن لهشام بن الحكم الحق في أن يصطلح معنى خاصا لكلمة " جسم " فيطلقها، إذا توفر فيه الشرطان، ولا يمنع منه إلا موضوع " توقيفية أسماء الله تعالى ". التي سنتحدث عنها في نهاية البحث، أما هنا فيجب أن نعرف " مصطلح هشام " ثم " الدليل على اختياره لهذا المصطلح ".
أما مصطلحه:
فقد ذكروا: أن " الشئ " عنده لا يكون إلا " جسما " (43) ونقلوا عنه: أنه زعم:
أن إثبات " الشئ " أن يقال: " جسم " (44).
وقال فرقة من المعتزلة: لا " شئ " إلا " جسم " (45).
وقال الأشعري - في الاختلاف في الدقيق، و " الجسم " -:
9 - هشام بن الحكم، وكان يقول: أريد بقولي: " جسم " أنه " موجود، وأنه " شئ " وأنه " قائم بنفسه " (46).
هكذا جمع الأشعري بين هذه التفسيرات الثلاثة، في مصطلح هشام في " الجسم "، وظاهر ذلك أنها كلها متساوية، وتعطي مفهوما واحدا.
وقد عرفت أن " الشئ " و " الجسم " واحد عند هشام، كما نسب الأشعري ذلك إلى المشبهة (47).
* * *

(42) الشيخ محمد عبده بين الفلاسفة والمتكلمين: 604.
(43) الفرق بين الفرق: 67.
(44) اختيار معرفة الرجال: 284 رقم 503.
(45) مقالات الإسلاميين 1 / 245.
(46) مقالات الإسلاميين 2 / 6، وطبعة ريتر: 304.
(47) مقالات الإسلاميين 2 / 180.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست