مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٩ - الصفحة ٢١
المماثلة يدل على أنه لا يريد من كلمة " الجسم " معناها المفهوم، وإلا: لم يصح نفي المماثلة، بل يريد معنى آخر غير ذلك (39).
فما هو ذلك المعنى المصطلح؟
وهل يصح لهشام أن يصطلح لنفسه معنى يخالف العرف؟
وما هو الدليل على صحة هذا التصرف؟
ولا بد - قبل الدخول في هذه المباحث - من التذكير بأن معرفة مصطلح كل مذهب، ضروري جدا لفهم مقاصده، وإمكان معارضته، لأن أساس ذلك المذهب إنما يدور على محور مصطلحاته، ولا يصح - في عرف العلماء - أن يحاسب أحد إلا على ما أظهره من مراده على مصطلحه، كما لا يجوز لأحد أن يحاسب الآخرين على أساس ما اتخذه هو مصطلحا لنفسه، بخلاف الآخرين.
وقديما قيل. " لا مشاحة في الاصطلاح ".
أما صحة الاصطلاح الخاص، فيمكن معرفتها من خلال ما يلي:
1 - قال القاضي عبد الجبار المعتزلي: قال شيوخنا: لو أن أهل اللغة بدا لهم في العربية على الوجه الذي تواضعوا عليه، وغيروه حتى يجعلوا " قديما " مكان " محدث " و " عالما " مكان " جاهل " و " طويلا مكان " قصير " كان لا يمنع (40).
2 - وقال: قال شيوخنا: لو تواضع قوم على تسمية كل موجود: " جوهرا " أو " جسما " على تسمية " القائم بنفسه " بذلك، لحسن منهم وصف القديم تعالى بأنه " جسم " إلا أن يحصل نهي سمعي عن ذلك (41).
أقول. أما مسألة النهي الشرعي، فلا مدخل لها في صحة التواضع وعدمها، وسيأتي البحث عن توقيفية أسماء الله تعالى، في نهاية البحث.

(٣٩) معجم رجال الحديث ١٩ / 358.
(40) المغني - لعبد الجبار - 5 / 172.
(41) المغني - لعبد الجبار - 5 / 173.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»
الفهرست