مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٨ - الصفحة ٦٨
وقال الذهبي: " وصنف وخرج، وجرح وعدل، وصحح وعلل، وكان من بحور العلم على تشيع قليل فيه! " (6).
وقال أيضا: " وانتهت إليه رئاسة الفن بخراسان، لا بل في الدنيا، وكان فيه تشيع وحط على معاوية، وهو ثقة، حجة " (7).
وقال الأسنوي: " كان فقيها حافظا ثقة حجة، إلا أنه كان يميل إلى التشيع ويظهر التسنن! انتهت إليه رئاسة أهل الحديث حتى حدث الأئمة عنه في حياته " (89).
وقال ابن ناصر الدين: " وهو صدوق من الأثبات، لكن فيه تشيع " (9).
أقول: لا يتوهم القارئ لهذه النصوص أن الحاكم كان شيعيا من الطائفة المعروفة، كلا فإنه لا يقول بالنص ولا بالعصمة، ولا يؤمن بإمامة الاثني عشر إماما، ولم يرفض خلافة من تقدموا عليا (عليه السلام)، بل يراه رابعهم!! فأين هذا من التشيع؟!
نعم كان في الحاكم ميل إلى أهل البيت ومحبة لعلي (عليه السلام) وانحراف عن معاوية، وهذا هو التشيع عند هؤلاء! مجرد محبة علي وآل البيت والولاء لهم والميل إليهم (عليهم السلام)، ومن فضل عليا على عثمان فهو مفرط في التشيع! ومن فضله على الشيخين فهو شيعي غال، وهذا هو الغلو في التشيع!!
قال ابن هداية الله عن الحاكم: " كان فقيها حافظا ثقة، لكنه كان يفضل علي بن أبي طالب على عثمان (10).
وقد تعقب الذهبي هذه الأقوال فقال: " كلا! ليس هو رافضيا، بل يتشيع " (11).
وقال: " أما انحرافه عن خصوم علي فظاهر، وأما أمر الشيخين فمعظم لهما

(٦) سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٦٥.
(٧) العبر ٣ / ٩٢.
(٨) طبقات الشافعية ١ / / ٤٠٦.
(٩) شذرات الذهب ٣ / ١٧٧.
(١٠) طبقات ابن هداية الله: ٤١.
(١١) سير أعلام النبلاء ١٧ /.
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»
الفهرست