مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٨ - الصفحة ٧١
يجمعها أصحاب الحديث، وكل حديث منها تجمع طرقه في جزء أو جزءين... ومن الطوالات المشهورة التي لم تخرج في الصحيح حديث الطير... ".
وحكى ابن الجوزي عن ابن ناصر عن ابن طاهر، قال: قال أبو عبد الله الحاكم: حديث الطائر لم يخرج في الصحيح، وهو صحيح " (20).
أقول: ولما كان حديث الطير روي من طرق كثيرة ربما جاوزت حد التواتر، حيث رواه عن أنس وحده مائة من التابعين أو أكثر، فكان من الأبواب التي يفردها الحفاظ والمحدثون بالتأليف ويجمعون طرفها وألفاظها في كتاب مفرد، وكان الحاكم ممن عني بجمع طرقه في جزء ضخم ولم ينفرد بالتأليف فيه، فقد أفرده بالتأليف قبله وبعده غير واحد من أعلام الحفاظ وأئمة هذا الشأن، منهم:
2 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، المتوفى سنة 310 ه‍.
ذكره ابن كثير في البداية والنهاية 7 / 353 عند كلامه على حديث الطير قال:
" ورأيت مجلدا في جمع طرقه وألفاظه لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، المفسر، صاحب التاريخ " وكرره في 11 / 147.
3 - الحافظ ابن عقدة أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة، المتوفى سنة 333 ه‍.
ذكره له الحافظ ابن شهرآشوب في كتاب " مناقب آل أبي طالب ".
4 - الحافظ ابن مردويه أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني، المتوفى سنة 410 ه‍.
وقال الخوارزمي في كتابه مقتل الحسين (عليه السلام) 1 / 46: " وأخرج الحافظ ابن مردويه هذا الحديث بمائة وعشرين إسنادا ".
وقال ابن حجر في لسان الميزان 2 / 42: " وقد جمع طرق الطير ابن مردويه والحاكم وجماعة، وأحسن شئ فيها طريق أخرجه النسائي في الخصائص ".

(20) المنتظم 7 / 275، والعلل المتناهية 1 / 236.
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»
الفهرست